الأحد، 13 ديسمبر 2009

دعوة لمن أراد النقاء


احيانا تضيق الدنيا واحيانا تتسع عارف ان دي مش اكتشاف لان بالتاكيد كلنا بيحس بكده ، بس احيانا بنلاقي نفسنا عيشين في جو نقي وطاهر واحيان بنلاقي نفسنا في جو ملوث ومليان بالخبث ، ودي من نعم ربنا علينا ان يكون في قلوب طيبة ونقية حينما تتعامل معها تجد الدنيا حولك لها طعم النقاء والصفاء وكم هم موجودون بيننا ، وعلشان نحس بيهم ونعرف قيمتهم لازم تلاقي نفسك موجود مع قلوب مليانه بالضغينة والحقد لما تتعامل معاها تحس ان الجو تكدر واصبح الهواء مليئ بالغبار الذي يمنعك من التنفس بسهولة رغم ان ممكن يكون الجو في فصل الربيع ।

حينما تظلم الدنيا ونجد انفسنا قابعين في وحل من الخبث ،- فربما قدر الله لبعضنا ان يحيا بين هذا الخبث - لابد أن نأخذ هدنه واستراحه وان نبتعد بعض الشئ كي نعيد الحسابات ونرتب الافكار وننقي الجو حولنا كي نستطيع ان نحافظ علي مستوي النقاء النفسي المطلوب من اجل ان تعيش نفوسنا في دائرة من السلم الروحي الذي لا يمكن ان يتوفر إلا في ظل النقاء الذي يخلقه الاتقياء واصحاب القلوب النقية الرقراقة ।


نبتعد ليس فقط من اجل انفسنا ولكن قد يكون الابتعاد من اجل اخرين ، نحبهم ونقدرهم ونتعامل معهم لكن لاننا نرتبط معهم بعلاقة تاثير فأن هدم نقاءنا قد يضر بهم خاصة اذا كانوا يثقوا فينا يوتطلعون الينا بعين الثقة والتقدير ، فاحيانا يرغمنا الواقع الملوث علي التعايش معه والانخراط في مبادئه والتلون بلونه فنجرحهم ونصيبهم بخبث هذا الواقع الذي نعيشه ولا عجب أن يوصي النبي بحسن الصحبة فصحبة الاخيار كحامل المسك وصحبه الاشرار كنافخ الكير حامل المسك يلتصق بك ريحه فيشتمه كل من حولك هكذا النقاء ، ونافخ الكير يلصق بك دخانه وسوء ريحه مع تعكير وجهك وثوبك فيطال ذلك نفوس من حولك فتشمأز من فتكون مصدر خبث ।


إن النقاء الحق هو الذي يكون بعد جلسه طويلة تنعزل فيها الي نفسك وتحاورها في ظلمة ليل كي لا تري سواك ولا تري سواها فتتعاتبان وتتناقشان وتتحاوران ويضع كل منكم اللوم علي نفسه فيكون العتاب عتاب خوف والنقاش نقاش


محبين والحوار حوار صديقين حميمين ، فتكون جلستكم محطة توقف وانطلاق توقف لتري الطريق ان كان صحيحا تعيد الانطلاق بقوة اكبر وان كان غير ذلك تصحح وتضبط خط سيرك فتكون الرحلة ممتعة رغم شقاؤها مزود فيها بزاد عون النفس لانه اهم زاد ।


ولذلك قررت ان اقف وان انقطع ولو برهه كي اجد النقاء الذي اشعر اني افقده واشعر اني احتاجه فكم اشتاقت نفسي لنقاؤها وكم تشعرني اني اسأت لمن هم انقياء من حولي ساتوقف ولو قليلا معلنا قطيعتي لهذه القلوب الخبيثة التي ملأت الدنيا حولي خبث حتي اصبحت سمائي قاتمه ونفسي تائهة والجو مغبر لا استطيع ان اتنفس منه ، حتي انعكس ذلك علي من هم قريبين من قلبي ومن اثق اني قريب من قلوبهم ولذلك سأتوقف حتي لا افقدهم او يفقدوني ।


أسسف لاني لن اتكلم لمدة ३ إلا من ३ ربما اجد النقاء واعتذر لمن اسأت اليه بخبثي دون أن ادري وعذري اني احببتكم اخوة واخوات .








الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

"وتبقين يا مصر فوق الصغائر"

ترددت كثيرا في ان اكتب عن ما حدث بعد مبارة كرة القدم التاريخية التي خاضها المنتخب المصري ضد المنتخب الجزائري اللي كان شقيق ، ترددي ليس لعدم وجود رأي أو لخوف او قلق ترددي لاني فعلا السلوك المتخذ تجاه الازمة لا يعني سوي الفوضي والتردد والتخبيط وعدم الوضوح
إلا أن ما اصابني واعتقد اصاب العديد من المصريين من ألم وحزن بعد ان سجل طتاب جديد في موسوعة المهانة التي يتعرض لها المصريين سواء في الداخل او الخارج بعد ان اعلن النظام المصري بأن لا قيمة لنا سوي عندما نهتف جعلني ابحث عن كلمات اكتبها اخرج بها ما بداخلي من الم (والله قربت انفجر ( منه له ) ) ، لم أجد أجمل من هذه الكلمات للشاعر فاروق جويدة :-
قام الشاعر الكبير فاروق جويدة بتغيير عنوان قصيدته الجديدة فى الأهرام من "أنا من سنين أحب الجزائر" إلى "وتبقين يا مصر فوق الصغائر" ، وسبقت القصيدة مقدمة نثرية للشاعر قال فيها "هذه صرخة الشهداء خرجت من سيناء وطافت بالجزائر تعلن العصيان على كل ما حدث بين شعبين شقيقين جمعتهما الدماء ولا ينبغى أن تفرق بينهما الصغائر".
يقول في قصيدته:
شهيد علي صدر سيناء يبكي
ويدعو شهيدا بقلب الجزائـــر
تعال إلي ففي القلب شكـــوي
وبين الجــــوانح حزن يكــــابر
لماذا تهون دماء الرجــــــال
ويخبو مع القهر عزم الضمائر
دماء توارت كنبض القلوب
ليعلو عليها ضجيج الصغائــــر
إذا الفجر أصبح طيفـا بعيــدا
تـباع الدماء بسوق الحناجـــــــر
علي أرض سيناء يعلو نــداء
يكبر للصبـــح فوق المنابـــــــر
وفي ظلمة الليل يغفو ضيـاء
يجيء ويغدو.. كألعــاب ساحــــر
لماذا نسيتــم دماء الرجــــــــال
علي وجه سينا.. وعين الجزائر؟!
***
علي أرض سينــاء يبدو شهيـد
يطوف حزينـا.. مع الراحليـــن
ويصرخ في النــاس: هذا حرام
دمانا تضيــــــع مع العابثيــــــن
فهذي الملاعب عزف جميــــل
وليســــت حروبا علي المعتدين
نحب من الخيل بعض الصهيل
ونعشـــــق فيها الجمال الضنين
ونطرب حين يغني الصغــــار
علي ضوء فجر شجي الحنيـــن
فبعض الملاعب عشق الكبــــار
وفيها نداعب حلــــم البنيــــــــن
لماذا نراها سيوفــــــا وحربـــــا
تعالــــوا نراها كنـاي حزيــــــن
فلا النصر يعني اقتتال الرفــــاق
ولا في الخســارة عار مشـــــين
***
علي أرض سيناء دم ونـــــــــار
وفوق الجزائر تبكــي الهــــــمم
هنا كان بالأمس صوت الرجال
يهز الشـعــوب.. ويحيـي الأمم
شهيدان طافا بأرض العروبـة
غني العـــراق بأغلي نغــــــــــم
شهيد يؤذن بيــــن الحجيـــــــج
وآخر يصرخ فوق الهــــــــرم
لقد جمعتنا دمـاء القـلــــــــــوب
فكيف افترقـــــنا بهزل القــــــدم ؟!
ومازال يصرخ بين الجمــوع
قم اقــــرأ كتـابك وحـي القلــــــم
علي صدر سيناء وجه عنيــد
شـــهيد يعانق طيـــــــف العلـــــــم
وفوق الجزائر نبض حزيـــن
يداري الدمــوع ويخفي الألـــــــم
تعالـوا لنجمع ما قد تبقــــــــي
فشــر الخطــايا سفيـــــــــه حكــــــم
ولم يبق غير عويل الذئـــاب
يطـــــارد في الليل ركـــب الغنــــــــم!
رضيتم مع الفقر بؤس الحياة
وذل الهــــــوان ويـــأس النـــــــدم
ففي كل وجه شظايا همــــــوم
وفي كل عيـــن يئن الســــــــــــــأم
إذا كان فيكم شموخ قديـــــــم
فكيف ارتــــــضيتم حــياة الـــــــــرمم؟!
تنامون حتي يموت الصبـــاح
وتبكون حتي يثور العــــــــــدم
***
شهيد علي صدر سيناء يبكي
وفوق الجزائر يسري الغضـب
هنا جمعتنا دمـاء الرجـــــــال
فهل فرقتنا غنــــــاوي اللعـــب
وبئس الزمـان إذا ما استكـــان
تسـاوي الرخيص بحر الذهـــــب
هنا كان مجــد.. وأطلال ذكـــري
وشـعب عـريق يسمـي العـــــرب
وياويلهــم.. بعــد ماض عــريـق
يبيعون زيفـا بســــوق الكـــــــــــذب
ومنذ استكانوا لقهر الطغــــــاة
هنا من تـواري.. هنا من هـرب
شعوب رأت في العويل انتصارا
فخاضت حروبا.. بسيف الخطب
***
علي آخر الدرب يبدو شهيــــــد
يعانــق بالدمــــــع كل الرفــــــاق
أتـوا يحملون زمانــــــا قديمـــــا
لحلـــم غفا مرة.. واستفـــــــاق
فوحد أرضا.. وأغني شعوبــــــا
وأخرجها من جحـور الشـقـــــــاق
فهذا أتي من عيون الخليـــــل
وهذا أتي من نخيل العـــــــراق
وهذا يعانق أطـــلال غــــــزة
يعلو نداء.. يطــول العنـــــــــاق
فكيف تشرد حلم بــــــــريء
لنحيـــا مـــرارة هذا السبـــــــاق؟
وياويل أرض أذلـت شموخـا
لترفـــع بالزيــف وجه النفــاق
***
شهيد مع الفجر صلي.. ونادي
وصاح: أفيقوا كفـــــاكم فســــادا
لقد شردتكم همــوم الحيـــــاة
وحين طغي القهر فيكم.. تمادي
وحين رضيتم سكـون القبــور
شبعتم ضياعا.. وزادوا عنادا
وكم فارق الناس صبح عنيـــد
وفي آخر الليل أغفي.. وعادا
وطال بنا النوم عمرا طويــــلا
وما زادنا النـوم.. إلا سهــــادا
***
علي صدر سيناء يبكي شهيـــد
وآخر يصرخ فـــوق الجزائـــر
هنا كان بالأمس شعــب يثـــور
وأرض تضج.. ومجــــــد يفاخــــــر
هنا كان بالأمس صوت الشهيد
يزلزل أرضا.. ويحمي المصائر
ينام الصغير علي نار حقــــــــد
فمن أرضع الطفل هذي الكبائر ؟!
ومن علم الشعب أن الحــــروب
كـرات تطير.. وشعب يقـامر ؟!
ومن علم الأرض أن الدماء
تراب يجف.. وحــزن يسافـــــــر
ومن علم الناس أن البطولـــــــة
شعب يباع.. وحكم يتــــــاجر؟!
وأن العروش.. عروش الطغاة
بلاد تئن.. وقهر يجـــــــاهر
وكنا نـباهي بدم الشهيــــــــــــــد
فصرنا نباهي بقصف الحناجر!
إذا ما التقينــــــا علي أي أرض
فليس لنا غير صدق المشاعر
سيبقي أخي رغم هذا الصـــراخ
يلملم في الليل وجهي المهاجر
عدوي عدوي.. فلا تخــدعوني
بوجه تخفـي بمليون ساتــــــر
فخلـــف الحـــــــدود عـــدو لئيــم
إذا ما غفونا تطل الخناجـــــر
فلا تتـــركوا فتنـة العابثيـــــــــن
تشـوه عمرا نقي الضمائــــــر
ولا تغرسوا في قلــوب الصغــار
خرابا وخوفا لتعمي البصــــائر
أنا من سنين أحـــب الجـــــزائـــر
ترابا وأرضا.. وشعبـــا يغامـــر
أحب الدمــاء التي حررتــــــــــه
أحب الشموخ.. ونبل السرائر
ومصر العريقة فوق العتـــــــاب
وأكبر من كل هذي الصغــــائر
أخي سوف تبقي ضميري وسيفي
فصبر جميل.. فللــيـــل آخــر
إذا كان في الكون شيء جميـــــل
فأجمل ما فيه.. نيل.. وشاعر

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

ثقافة الفوضى وفراغ المجال العام

حينما تهم بالدخول إلى أي جامعة من جامعاتنا الموقرة فإنك تشعر انك ستدخل أحد الأراضي المقدسة ليس لظهور علامات التدين والاحترام ( حاشا الله ) ده أصلا ممنوع – ولكن عندما تجد عربات الأمن وطواقمه المدججين وغير المدججين بالسلاح والمنتشرين في جميع الأرجاء وتستعجب كثيرا وتتساءل لماذا كل هذه المظاهر هل حقا لحماية الجامعة ومن فيها وأي حماية تكون ومن من ولمن الحماية ؟!!
منذ أربع أيام تعرضت أحد الطالبات بأحد الجامعات المصرية لحادث سرقة في مسجد الجامعة حيث سرقت شنطتها بكل ما فيها ( كتب – موبايل – وأدوات وأشياء كثيرة ) المهم أنها بعد ما عانته من أزمة وصدمة خاصة أنها فقدت أشياء قد يصعب أن تحصل عليها مرة أخرى بسهولة فذهبت بطبيعة الحال إلى قائد الحرس في الكلية وقدمت شكوتها طلبته بتقديم حل للأزمة علي افتراض منها أن هذه ضمن مسئوليته وجاء رده ( وأنا هعملك إيه يعني ) ، جعلتها الكلمات تفقد الأمل وزادت صدمتها وعادت أدراجها ، وفي اليوم التالي ذهبت مرة أخرى لعل وعسى أن تجد خبر أو أي حل وكان المتوقع لا يوجد جديد ، ذهبت إلى أحد العاملين في شئون الطلبة وحكت لها فقالت لها ( في الحالات اللي زي دي مش بيعملوا حاجة- تقصد الأمن- انتي روحي دوري عليها في الأماكن الفاضية ( المهجورة ) في الكلية ، ولم يتوقف الأمر عند هذه النصيحة بل إن أحد سكرتارية الكلية أقترح عليها إنها تشوف واسطة وتروح للأمن ( لا اعلم لماذا وكيف يكون مسماه أمن ؟؟!! )
هذه حكاية بسيطة لان هناك الكثير من الحكايات المشابهة والأقسى على النفس ، والتي جميعها يؤكد علي سيادة نظرية الفوضى بحيث يمكن أن نقول أنها سمة الحياة عندنا ، فمجتمع الجامعة هو نموذج مصغر للمجتمع الأكبر - مع الفارق - ولابد أن يكون له خصائص معينة من الالتزام بالقيم والمثل وسيادة نمط من التحضر والانضباط فالمفترض أنها تمثل ارقي مستويات المجتمع ، وهذا الكلام لا يعني أني أعترض على حدوث مظاهر سلبية فكله وارد حتى أن تتم السرقة في المسجد ولكن ردود الفعل هي الأهم فالضابط وظيفته حماية الأمن وهو موجود ليس لطلاب الواسطة ولكن لجميع الطلاب فالكل يدفع رسوم وأغلب الآباء يدفعون الضرائب والدولة هي دولة الجميع ومسئوليته أخطر من أن تكون فقط لأصحاب الواسطة فهذه ثقافة الغابة .
إن ما تعكسه طريقة إدارة الأمن مع ما يحدث لأغلب أفراد الشعب من مشكلات وجرائم تتعلق بالحالة الأمنية بالأساس هو تكريس لثقافة الفوضى القائمة على ( خذ حقق بأيدك ) فآخر ما يمكن أن يفكر فيه المواطن هو اللجوء إلي مراكز الشرطة وطلب المساعدة من رجال الأمن وبالتالي فلا عجب ان تكون صفحات الجرائد مليئة بجرائم القتل والشرف والسرقة وغيرها بل لأخطر أن هذا التوجه مصحوب بمحاولة النظام السياسي الانسحاب من المجال العام وتركه دون رقيب إلا في حالات تهديد النظام السياسي ذاته وهذه أصبحت سمة النظام السياسي منذ فترة خاصة في ظل التدهور الحادث في قدرات النظام على تلبية طموحات الجماهير والمواطنين .
ومع غياب الإستراتيجية والروح التنموية ووسائل تحقيق وتنمية وخلق هذه الروح مما خلق حالة من اختلال الأدوار وسيادة نمط الانهيار لأغلب مظاهر الحياة الإنسانية حيث انتشار الجريمة وسيادة ثقافة العنف واللامبالاة وانهيار المنظومة القيمية والأخلاقية والمتابع للحالة الإعلامية لن يجد عناء في الكشف عن ذلك فدور السينما أصبحت تعج بالأفلام الأقرب للإباحية والعنف والإجرام والمسلسلات التلفزيونية لا تخلوا من قصص ترغب في الانهيار الأسري والخيانة الزوجية والسرقة والفساد بحيث تجد المجرم الجاني شخص ودود ومظلوم وفي النهاية تبكي عليه لأنه ظُلم ، بل أصبحت البرامج التلفزيونية اقرب لثقافة الانحطاط والتدني في المستوى والطرح والموضوع لا تجد في أغلبها سوي الخلاف والجدل والتكسب علي حساب ثقافة وحياة المجتمع .
إن ما تعكسه هذه الأمور هو تأكيد علي أن المجال العام في مصر أصبح فارغا ولم يعد هناك يد عليا تفرض نفسها بصور عادلة ومقبولة والضحية هو المواطن وبالتالي الأسرة والمجتمع مما يفرض ضرورة السعي لملأ هذا الفراغ فغياب النظم هو خطر ولكن الأخطر هو وجود النظام بصورة شكلية ولقد أصبح الطريق مفتوح أمام إيجاد قائد وحاكم ومنظم للمجال العام بشرط أن يكون قوة وطنية وذلك للسعي نحو تجنب انهيار ما تبقى من رمق في حياة المجتمع والعمل علي إعادة بناء ما تهدم والسعي نحو خلق مستقبل قيمي أخلاقي حضاري يهيئ لهذا المجتمع القدرة علي العودة علي طريق ومسار التنمية والتقدم الحضاري .
والله من راء القصد
" كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون الله "

الأحد، 18 أكتوبر 2009

أي باص تنتظر وصوله ؟؟!!!!!!!!!!!

شعور صعب ومؤلم جدا عندما تشعر بفقد احد من مَن هم قريبين منك ، عندما تري

الرحيل يقترب منهم وأنت لا تملك لهم شئ ، لكن عندما نعلم أننا

جميعا سنمر بهذا الوضع وسنتعرض لهذا الأمر فسيكون الأمر يسيرا خاصة عندما تجد الموت يغلفك .

كم نأمل في الدنيا ونخطط ونرسم للمستقبل ، نبني بيوتا " دور اثنين ثلاثة "ونتعب لأننا لا نستطيع أن نبني الرابع ، نخطط لمشروعنا ونحزن لأننا سنتنازل عن بعض الممتلكات لنؤسس لذلك المشروع فهذه المتتلكات احتفظنا بها للمستقبل .
بل يتوقف القلب عندما نشعر بالفشل يقترب ،
نزرع وننتظر يوم الحصاد بلهفه وشوق ونخطط ونحلم بالربح ،
تأخذنا الدنيا بعيداً عن شواطئ النهاية
وترسم داخلنا شعورا وجدانيا يرتسم فينا بأننا خلقنا لنحيا بالرغم من أننا نبحر
باتجاه شواطئ القبر ،
ولا نتذكر ذلك إلا عندما نري جسدا محمولا علي الأعناق ، وهيهات ما هي إلا دقائق ونعود من حيث أتينا وكأننا لم ولن نكون مثلهم .
أيضا شعور رائع وإحساس مفرح عندما تشعر انك قريب من ربك تتعبد إليه ، خاصة عندما يُلقي الله عليك إخلاصا في عبادتك يتبعها تقوي تغلف سلوكك فتبدأ بالتفكير فيمن ساروا في درب الطاعة والإخلاص فتشعر انك قريب منهم ، فترغب دائما في الاقتراب أكثر وكأنك لا تخشي الموت والرحيل بل تشعر أن الخطوات بطيئة نحو الموعد وكأن الحياة ما هي إلا محطة للباص تنتظر فيها حتى يأتي ليأخذك إلي وجهتك التي سعيت إليها وعملت لها وأنت لم تراها ، وكلما سمعت أو قرأت عن هذا المكان وأهله أذدت شوقا إليه ورغبة في وصول الباص لتريح جسدك من عناء السفر .
فلا عجب عندما تبكي زوجه بلال وهو علي فراش الموت وتقول ومصيبتاه فيقول لها " لا تقولي ذلك بل غدا نلقي الأحبة محمدا وصحبه " ، واسمعوا تلك الكلمات التي تتلمس القلوب لأنها خرجت من مَن عرف حقيقة الحياة فكان الموت له نجاه وسفينة تحمله إلي من أحب بعد شوق وانتظار (عبد ذاهب عن نفسه متصل بذكر ربه قائم بأداء حقوقه ناظر إليه بقلبه أحرق قلبه أنوار هيبته وصفى شرابه من كأس مودته ، فإن تكلم فبالله وإن تحرك فبأمر الله وإن سكن فمع الله ، فهو لله وبالله ومع الله).
حقا الحياة ربما هي عند البعض رحلة ولكنها بالتأكيد عند آخرين محطة ، ويمكن لك ان تعرفهم من رقم الباص الذي يركبونه ،فأي باص تريد ان تركب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

الاثنين، 5 أكتوبر 2009

كن كهذا الحصان


تمتلئ الحياة كثيرا بالمصاعب والمتاعب والالام بل لا تخلوا من ذلك وانا ميقن ان هذه هي سنة الحياة فلو كانت الدنيا دار متع دائمة لا فيها كدر ولا حزن لما كان للجنة قيمة أو طعم .
وانا مثلي مثل كل البشر نمر بمواقف واوقات عصيبة مؤلمة موجعة تتقاذفنا فيها امواج عاتية منا من تعصف به بلا هوادة فيصاب بمرض أو نوبة قلبية قد تنتهي علي اثرها حياته ومنا من يقف لها شامخا أو مطأطأً حتي تمر بسلام
ورغم ان الحياة ابسط كثيرا من هذا ولا نحتاج منها سوي القليل فكل مودع وكل راحل لا محاله إلا أنها اصبحت دائرة تلف بنا في هذا البحر العميق من التعب والضيق حتي أصبحت الدنيا بكل ما فيها اضيق بما رحبت (إلا من رحم ) .
.
جاءتني رسالة تحمل قصة وجدتها افضل ما قرأت ورغم أنها قصة تحكي عن ذكاء حيوان إلا أن معانيها عظيمة كم اتمني ان اكون بفهم هذا الحصان وتحكي القصة أن
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة بدأ الحيوان بالصهيل .... واستمر
هكذا عدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف يستعيد الحصان؟



ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر ، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل ، وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد،التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة
وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأةوبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لمارآه
فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى وبعد الفترة اللازمة لملء
البئر واقترب الحصان للاعلىو قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئربسلام.
هذه الصة جاءتني وانا ملئ بالالم والحزن والخوف من الكثير من الاشياء تتقاذفني الافكار عبر موجها المندفع بشدة دون توقف ولكن هذه القصة عبرت بقوة عن معني فهي تلقي بأوجاعها وأثقالها عليك


كلما حاولت أن تنسى همومك فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها
وكل مشكلة تواجهك في الحياة هي حفنة تراب يجب أن تنفضهاعن ظهرك حتى تتغلب عليها
وترتفع بذلك خطوة للأعلى .
انفض جانبا وخذ خطوة فوقه
لتجد نفسك يوما على القمة
لاتتوقف ولا تستسلم أبدا
مهما شعرت أن الاخرين يريدون دفنك حيا
اجعل قلبك خالياً من الهموم
اجعل عقلك خالياً من القلق
عش حياتك ببساطة
أكثر من العطاء وتوقع المصاعب
توقع أن تأخذ القليل
توكل على الله واطمئن لعدالته
ولا تنسى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ {145}

الثلاثاء، 8 سبتمبر 2009

تابع موضوع الومضات

الومضة السادسة

لو لم يكن للذنب من أثر سوي أن يحرمني من لذة العبادة لكفي به أثر ، فكم نحرم من لذة ومتعة التعبد والتقرب الي الله من ذنوبنا وأثامنا ، فيا الله كم هو رائع شعورك وانت تبكي خشية من الله ، وكم هو رائع أن تشعر بالاخلاص في قلبك وانت تتقرب اليه ، وكم هو قاسي ان تجد قلبك مقيد ولا يستطيع ان يتلمس تلك النفحات .

الومضة السابعة

العبادة والطاعة ليست إجتهادا ولا حرصا ولا محاباه ولكنها توفيق ومن من الله ، فكم منا يحرم الاجر من ترك عبادة لا يوفق اليها فمثلا الغالبية منا يستيقظ قبل الفجر منا من يوفق الي السحور ولو حتي بالقليل من الاكل فينال البركة وسنة النبي والكثير يقول انا لست جائعا فيفوته ذلك .

الومضة الثامنة

ان أعظم نعمة منحها الله لي أن الله هو ربي ، ولما لا فليس هناك اعظم من إله رحيم يرحم وهو يُعصي ويمنح وهو يٌكفر ، الهي اعطاني السمع والبصر والقلب واللسان ......والاسلام ولم أطلب فما بالي لو طلبت يالله كم انت رحيم وكم أنا مقصر .

الومضة التاسعة

الصحبة الصالحة باب من ابواب السعادة من رزقها هانت عليه مصاعب الحياة وكدرها

الثلاثاء، 25 أغسطس 2009

ومضات مما تعايشته في رمضان

لقد حددت لنفسي في رمضان هدفين أساسيين قررت أن يكونا نتاج العمل والطاعة خلال ذلك الشهر الكريم الهدف الأول هو أن رفع الحالة الإيمانية عندي خاصة أنني وجدت وحشة في قلبي ونفسي ناتجة عن هبوط الحالة الإيمانية والتي شعرت بها خلال بعض المواقف التي لم يكن رد فعلي فيها إلا نتاج لضعف الإيمان كالإحساس بالضيق والهم لفقدي بعض الأشياء وغيرها من المواقف المشابهة ، ثم الهدف الثاني هو محاولة ومخرج لتحقيق الهد ف الأول وهو التعايش مع العبادة محاولة رسمها بداخلي والعمل علي إيجادها في سلوكي .
وقد قررت أن اكتب ما اشعر به من مواقف وما أجده من أفكار وما يصلني من معاني حتى أتعرف في نهاية الشهر الكريم علي محصلة ما وجدته عسي أن يكون عونا لي بعد رمضان وقررت أن اسمي ذلك بومضات تعايشتها في رمضان :-

أول ومضة :-

الحياة مليئة بالمتع إلا أنني وجدت أن متعه اللقاء هي أحسنها وأروعها وما أجمل أن يكون اللقاء هو لقاء الله عز وجل ( حقا للطاعة لذة لا يضاهيها لذة )

الومضة الثانية :-

ليست لذة العبادة بكبر حجمها ولا بأتساع وقتها ولا بالعناء في أدائها ، فقد تكون العبادة بسيطة ليست أكثر من حركة أصابع وتكون سببا في ثواب عظيم " أليس وضع اليد علي رأس يتيم صدق ؟!" وألم تدخل عاهرة تمرست الفحشاء الجنة في سقيه ماء لكلب ، ولا عجب فالمكافئ هو الله .

الومضة الثالثة :-

قرأت لأحد الكتاب " أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش دون إلاه يناجيه ويكلمه ويطلب منه العون ويكون القوة الروحية المحركة له " ولذلك وجدت أن هناك أمر هام قد يغيب عن الكثيرين وأنا منهم وهو نعمة اللغة فما بالنا يكلمنا الله بلغتنا بلساننا يا الله ما الوضع لو كان القرآن ليس باللغة العربية كم من المشقة كنا سنجدها وكم من الصبر كنا سنحتاجه كي نتعلم قرأه كتاب الله وفهم آياته ؟؟؟!! يارب لك الحمد والشكر علي نعمة اللغة .

الومضة الرابعة :-

الصيام تدريب عملي علي طاعة أوامر الله فكم مره شعرت بالعطش ويكون أمامي الماء المثلج واستطيع الشرب ولا أفعل ، بل كم من مره يأتي أمامي الأكل بل أشهي ما أحب من الطعام ورغم ذلك لا اقترب إليه ، ليس إلا طاعة لأمر الله ، وما الذ هذا الشعور وكأنني أتذكر حديث النبي "ص" النظرة سهم من سهام إبليس من تركها من أجلي أبدلته حلاوة إيمان يحس بها في قلبه " حقا طاعة أمر الله تشعرك بلذة غريبة لا تجدها إلا في تنفيذها ، (اللهم ما أعني علي طاعتك )

الومضة الخامسة :-

المعرفة شئ رائع تجده عندما تتعبد فمعرفة قيمة العبادة تشعرك بها وتساعدك علي أدائها بل معرفة الأجر والمكافأة تهون عليك عناء العبادة ومشقتها .
هذا ما أحسسته وشعرت به وأحببت أن اكتبه لأذكر نفسي به كلما فترت وأسأل الله أن يفيد كل من يقرأها كما أتمني أن لا ينساني أحد من الدعاء

الخميس، 25 يونيو 2009

اختزال الزمان والمكان ( الزمكان )


في ظل ما تعايشه العالم وما يتعايشة من حالة من التغير نحو الأسرع ، تلك الحالة التي أوجدتها وخلقتها توافر آليات وأدوات تميزت بالأساس باختراق الحدود والخروج عن المألوف ، فمع الإعلان عن النظام العالمي الجديد والذي استخدمت فيه الثورة التكنولوجية الحديثة حيث المعلومة المتنقلة عبر الفضاء المفتوح وحيث المساحات الشاسعة من التفاعل والغير محكومة بحدود أو مرتبطة بنشاط تقليدي محدد كما كان في السابق ، بحيث نجد الكثيرين يعبرون بالقول بأن هذه مرحلة زوال الدول بحدودها ومكوناتها التقليدية .
وفي ظل هذا التطور فقد تأثرت كثيرا لغة المصطلحات حيث تغير دلالتها وأيضا حدود تلك الدلالات ، ومصطلح كالزمان والمكان هما الأبرز في التأثر بهذا التغير ، فالتعريف التقليدي لكليهما لم يعد كما هو الآن تقليديا الزمن يشير إلي دلالات مساحة الوقت المستغرق بحيث يعبر عنه بمجموعة من الوحدات كالثانية والدقيقة ....الـخ، أما المكان فهو مصطلح يعني بتلك المساحة من الأرض ، إلا أننا وفق المشهد الحالي لم يعد لهذه الدلالات معني الآن أو يمكن القول أنها لا تتعدي الإشارة التقليدية لهذه المصطلحات ، فالزمان أصبح أسرع من أن يقاس بالثانية والدقيقة كما أن القدرة علي اختزال الزمن بحيث ما كان يحدث في أيام أصبح يحدث في ساعات وربما دقائق وذلك دون الانتقال المادي غيرت كثيرا في قدرة التعريف التقليدي للزمن علي التعامل مع هذه الدلالات ، أما المكان فقد تأثر كثيرا بالتطورات التكنولوجية الحادثة فلم يعد المكان يمكن وصفة علي ذلك الحيز المادي القائم من مساحة أرضية محددة بل أصبح هناك المتخيل وهو أيضا مساحة ولكنها افتراضية تشهد تفاعلات لا تقل حدة ولا تأثير عن تلك التفاعلات التي تحدث داخل المكان المادي (الأرض أو الدول) .
أما فيما يتعلق بالعنوان ( الزمكان ) فهو دلالة علي مدي الارتباط بين العنصرين بحيث نجد أن التأثير متبادل فلا يمكن الحديث عن تأثير وتغير في مفهوم المكان إلا ونجد تغير في دلالات الزمان فالمظاهرات التي تخرج تأييدا لقضية أو لشخص معين أو لحادث معين لم تعدد ترتبط بمكان فعلي الرغم من أن الإعلان عن ألأحداث في غزة من احتلال وهجوم عسكري لم يستغرق كثيرا من الوقت إلا أننا وجدنا الجموع المسلمون وغير المسلمين خرجوا في أمريكا وفي بريطانيا ومصر واليمن وقطر والكويت والسودان والبسنه وتركيا .... ، وبالتالي فالزمكان هو مصطلح مختزل بقدر الاختزال الذي يحدث في كلا المفهومين .

الاثنين، 15 يونيو 2009

( الرحيـــــل ) إنــه حقــا مـــؤلـــم


حقا انه مؤلم ألإحساس بألم الفراق وعدم القدرة علي البكاء ، فحينما قرأت الخبر علي شريط الأخبار لم أعرف بماذا اعبر عن ما بداخلي ، أحسست أنني أحتاج البكاء ، ذلك ما حدث عندما قرأت خبر وفاة الداعية والمفكر والعبقري المجدد الدكتور الراحل فتحي يكن (أحسبه علي خير ولا نذكي علي الله أحد) .
في البداية لدي اعتذارين الأول بشأن عدم كتابتي منذ فترة طويلة وهو اعتذار مقدم لنفسي أولا لأنني أعتبرها الوحيدة التي تدخل علي المدونة وتنتظر كتابتي لذلك أقدم اعتذاري لها كما ان هذا الامر كان خارج عن إرادتي نظرا لما أمر به من ظروف صعبة جدا جدا جدا ومؤلمة جداجداجداجدا، أما الثاني فهو لها أيضا وهو اعتذار عن أن الكتابة هذه المرة ستكون ممزوجة بالألم فرغم كوني قد قطعت عهدا أن لا أكتب ما يحزن أو يؤلم إلا أنني ليس أمامي سوي ذلك وربما الألم هذه المرة مفروض علي .
المهم أنني أذكر عندما كنت طالبا في السنة الثالثة من التعليم الجامعي كنت قد حصلت علي المركز الأول علي الدفعة في تخصصي ولذلك قرر رئيس القسم حينها تكريمنا وجاء التكريم بأن أخرج من مكتبته كتبا قديمة كان من الواضح أنه لم يقرأها !! المهم أنه كان ضمن هديتي كتاب (ماذا يعني الانتماء للإسلام للدكتور فتحي يكن ) وكانت هذه هي المرة الاولي ال
تي اسمع فيها عن هذا الرجل ، ولسوء الحظ لم استطيع قرأه الكتاب لسببين الأول هو تحفظي علي الهدية والثاني كان بصراحة بسبب حالة الكتاب التي لم تشجعني علي قرأته ولكني وضعته في مكتبتي وبعد عام وجدتني أرتب كتبي لأجد نفسي دون مقدمات أقرأ في الكتاب ولم أستطيع حينها تركه إلابعد إلحاح من أمي لكي أتناول الغداء .
منذ أن قرأت ذلك الكتاب وجدتني أبحث دائما عن كتب الرجل وأقرأ في سيرته الذاتية وأتابع تقدم الحركة الإسلامية في لبنان وكان لدي شعور أننا في يوم من الأيام سوف نسمع عن تغير كبير في معادلة التيار الإسلامي ليس فقط في لبنان ولكن أيضا في العام كله لأنك عندما ت
قرأ لهذا الرجل فأنك تجد نفسك أمام مفكر وفيلسوف وموسوعة ،تستوعبك فكرته بل تحتويك كلماته حتي تجد نفسك في شعور بأنك أنت من يكتب ولمن أراد فليقرأ ( الإسلام فكرة وحركة وانقلاب ، كيف ندعو إلي الإسلام ) هكذا كانت معرفتي بهذا الرجل وكم تمنيت لقائه ورؤيته، لكن حقا إن الفراق مؤلم فكم نفتقد كل يوم مثل هؤلاء حتى رغم احتياجنا اليهم ، لكن لا نملك إلا أن نقول ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا اليه راجعون )
إلا أنني
لدي سؤال يحيرني ( أليس وفاة مثل هذا الرجل أعظم واكبر من خطاب اوباما ؟ كم صحيفة وكم قناة إعلامية وكم شخص سمع الخطاب وتابع ولكن كم قناة لبت أمنيتي وأهتمت حي بنقل مراسم التشييع أو حتي تناول ملخص لحياة الرجل وإسهاماته )؟!!!!!! .
ولا عجب أن يكون وقت قراءتي لخبر الوفاة هو نفس الوقت الذي كانت تذيع فيه القناة برنامج تحليلي عن خطاب أوباما ولمدة ساعتين ونصف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أقسم أن الرجل يستحق أن نقف له أضعاف ذلك من الوقت لكي نوفي جزءا من مما قدمه
، ولكن عزاؤنا ان الجزاء من جنس العمل ومن عمل لله فجزاءه عند الله وهو كفيله ومن عمل لغيره فليس له إلا شكر غيره.
وفي النهاية فإنني لا أجد ما اقول إلا أنني أسأل الله في عليائه أن إذا كنت حرمت رؤيته في الدنيا إلا يحرمني
رؤيته في الآخرة في جنة الخلد في مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء.اللهم آمين

الأحد، 24 مايو 2009

هكذا أضحت بلادي


كلمه جميلة طعمها مر
طيبة وحنونة للغرباء قاسية مفزعه للأبناء
عظيمة مجيدة التاريخ متخلفة في الحاضر مظلمة المستقبل
كانت أمي والآن لا أتردد عندما أقول أنها اشد قسوة من زوجة أبي
أحبها كثيرا ولكنها تشك في حبي لها
احتاجها أيضا ولكن لا أجد لنفسي مكان فيها
سكني غالي ورغيف عيشي لغيري وحقي مغتصب
السارق فيها شريف والشريف فيها سارق والحلال لم يعد والحرام تربع علي عرش البلد
تتقدم للأمام -هذا قولهم - !!!!ولكني معها أجدني في المؤخرة
شوارعها خانقة وأرضها مكفرة ودموع أبنائها كثيرة
في الطرقات وعلي الرصيف وفي مخابز العيش لا تجد سوي عبارة ( أكل العيش مر )
في الجامعات وفي البيوت وفي الطرقات شباب (عايز حقي ) !!!!!!!!!
عنوسه وبطالة فقر وحرمان ظلم وفساد والسبب أن الشعب لا يعرف مصلحته وهم فقط يعرفون !!!!!
قتل وزني سرقة ومخدرات دعارة وبلطجية عنوان بلادي الجديد
ثقافتنا (حين ميسرة) أدخلتنا في (هي فوضي )ومن يسكن في (عمارة يعقوبيان) لابد أن يننتهي الي (دكان شحاته) ولا عجب فهذي ثقافة الرعاع
لذلك تركتها ورحلت ولكن يدفعني شوقي لها فأجدني وللأسف أخافها!!!!!!!!!
أخافها لانها ( لم تعد كبلادى)
كم عشت أسأل اين وجه بلادي اين النخيل واين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا. . غير الظلام وصورة الجلادِ
هو لايغيب عن العيون كأنه قدر كيوم البعث والميلادِ
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي لا تستبيح كرامتي وعنادي
لم يبق من صخب الجياد سوى الأسى تاريخ هذه الأرض بعض جيادِ
في كل ركن من ربوع بلادي تبدو أمامي صورة الجلادِ
لمحوه من زمن يضاجع أرضها حملت سفاحا فاستباح الوادي
أحببتها حتى الثمالة بينما باعت صباها الغض للأوغادِ
لم يبق فيها غير صبح كاذب .وصراخ أرض في لظى استعبادِ
لا تسألوني عن دموع بلادي عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة كانت تهرول خلفنا وتنادي
الأفق يصغر والسماء كئيبة خلف الغيوم أرى جبال سوادِ
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا. والريح تلقي للصخور عتادِ
نامت على الأفق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع أيادِ
ورفعت كفي قد يراني عابر .فرأيت أمي في ثياب حدادِ
أجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع أحباب بلا ميعادِ
البحر لم يرحم براءة عمرنا تتزاحم الاجساد في الاجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصى فيه وجه بنيتي ودعاء أمي ، كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رأت .ما لا أرى من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة حين اشترته عصابة الإفسادِ
شاهدت من خلف الحدود مواكبا .للجوع تصرخ في حمى الأسيادِ
كانت حشود الموت تمرح حولنا .والعمر يبكي والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها ومضى وراء المال والأمجادِ
كل الحكاية أنها ضاقت بنا .واستسلمت للص والقواد
في لحظة سكن الوجود تناثرت حولي مرايا الموت والميلادِ
قد كان آخر ما لمحت على المدى والنبض يخبو صورة الجلادِ
قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
فصرخت والكلمات تهرب من فمي .هذه بلاد لم تعد كبلادي
لقرأة القصيدة كاملة ( وهي للشاعر فاروق جويدة ) يمكن الدخول علي الرابط التالي http://montada.arahman.net/t10754.html

الخميس، 7 مايو 2009

الحـــــب عنــــدنـــا مـــأســـاة

عندما أردت أن ابدأ التدوين نصحني احد أصدقائي أن ابدأ المدونة بكلمات رقيقة خفيفة خاصة انه تعايش معي خلال الفترة التي قررت فيا هذا القرار وكم كانت تلك الفترة مؤلمة ولأنه رأي مني كلمات القسوة وتعبيرات الألم فقد قدم لي هذه النصيحة عندما أعلمته الأمر ، وبالفعل أخذت بنصيحته. وقد بدأت المدونة بموضوع عن "الحب " تلك الكلمة التي ما ارقها وما أجملها وما أحوجنا لها ، ورغم هذه الحاجة إليه إلا أن الحب عندنا مأساة . فعندما يدفع الحب إلي أن تهان وتذل فهو مأساة وعندما يدفع الحب إلي أن تفقد من مِن أجلهم قبلت الذل فهي مأساة عندما يجعلنا الحب مجرد مفعول بنا فهو مأساة ، عندما يقتل فينا الحركة ويسرق منا الحياة هو مأساة عندما يكون الحب موجه للذة فانية وعاطفة زائفة وسيطرة البعض علي رقاب البعض فهو ؟؟؟عندما يصبح الحب شماعة للظلم أذا هو ...؟؟؟
أب ينتحر من أجل أنه لا يستطيع أن يلبي رغبات أبنائه هو أحبهم وتمني لو جاء لهم بكل الدنيا ولأنه يحبهم ولأنه كره أن يري في عيونهم الحاجة ولأنه لم يرقي لأن يري الوجه الحقيقي للحب فقتل نفسه فحبه لم يوصله إلا إلي أن يقتل نفسه كأنه هو السبب وليس من يسرق قوته ويهضم حقه ولا عزاء للحب . عندما تري الشاب منا يسير مع الفتاه ويخدش حيائه وهي كذلك وتسأله لما هذا فنقول لأنه الحب !! عندما تسأل ذلك الشاب القوي الفتي لماذا لا تحاول التغيير يقول لك أنا بحب البلد ومش " عايز أخربها" !!!هكذا حبنا حب اشد من وقع الخمر حب جعلنا نحيا واقع الظلم والاستبداد ......و"الضرب علي القفا " -عفوا ولكن هذا هو الواقع"- ونحن ندندن من أجلك يا وطن !!.
واستمرارا لمسلسل الحب عندنا فإننا عندما نسمع "مصر اللي بنحبها " فهذه اغنية وطنية عبر بها مجموعة من المطربين الوطنيين !!!عن حبهم ولكن حبهم جعل أحدهم يهرب من الخدمة العسكرية " ، وآخر كل همه هو سهرة سعيدة حتى الصباح بين الشباب والبنات ولا عزاء لشرفك يا وطن ، وهذه التي جاءت من أقصي البلاد كي تغني وتتغني بحبها لمصر " ولو سألتها أنتي مصرية " تقلك أيه ولو مش مصدق شوف الكيليبات اللي أنا عملاها يلا خلي الشباب يعيش " وآآآآآآآه يا وطن" ،وهكذا حبنا للوطن حب الوطن جعل الرئيس يذهب ليشاهد ويساند الفريق الأول لكرة القدم في نفس اليوم اللي فيه ناس - وطنين برده بس غلابه- متعزبين في الميناء عارفين ليه مستنين بقايا جثث شهداء السلام 98 ، ولا عزاء لحب الوطن .
هكذا الحب عندنا مأساة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"خارج الموضوع "/ مش قوي يعني/
خبر عاجل ( قرر رئيس الكيان الإسرائيلي إصدار قرار يحمل صفة القانون بأن يتم تعيين أبناء العاملين بالوظائف العليا بالكيان ويهدف الرئيس الإسرائيلي من وراء هذا القرار إلي تعيين أبنه خلفا له بعد إجراء انتخابات حفرة نظيلة ) وجاء في ملحق القرار أن مصر وافقت علي تطبيق القانون كتجربة من واقع الدعم اللوجستي الذي تقدمه مصر لحلفائها وذلك كخطوة أولي قبل تطبيقه في اسرائيل.

وتبقي الشخبطة
الحب عندنا مأساة ومأساتنا حب الوطن
أأأأه يا وطن حبك وجع حبك ألم
اأأأه يا وطن رخصنا أصبحنا فيك من غير ثمن
أأأه يا وطن عنوانك القسوة حارة التعب
أأأه يا وطن فيك الشريف ملوش ثمن لكن الحرامي علي عرشك قعد
أأه يا وطن أسود كئيب امتا ينزاح الألم
أأأه يا وطن ... أأأه يا وطن أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه يا وطن

الجمعة، 1 مايو 2009

"من حارة الصمت إلي قصور الكلام " أنت مدعو لتسكن معي "

بناء الثقافة يقوم بالأساس علي إستراتيجية طويلة المدى تحتاج إلي فترات متباعدة تسير هبوطا وصعودا فشلا ونجاحا إلي أن تحقق قوامها وتبدأ بالتشكل وتظهر ملامحها ، ونظرا لأن شعوبنا أخذت قرار منذ زمن بأن يكون الصمت عنوانها حتى تجاه أخطر القضايا التي تمسها ، وهو ما يدفع البعض للإعلان عن موت الجسد العربي في ظل اختياره -" العالم العربي " – لأن يسكن في هذا العنوان وهو " حارة الصمت" ونحن في مجتمعاتنا وللأسف فإن ثقافة الأموات تعلمنا وتربينا عليها ومن الواضح انه لم يعد لدينا الرغبة في تغييرها ، فبالرغم من ما نمر به من أزمات وما نعيشه من واقع أليم لشعوبنا المغلوبة علي أمرها ،فقد عشقنا الصمت كلغة للأموات في عصر لا يعترف إلا بالأحياء ومقارنة بسيطة بين ثقافة الصمت وثقافة الكلام توضح أن الفرق شاسع والاختلاف بيًن بين كليهما لمن كان له قلب .
- "الصمت إعلان للوفاة ، والكلام إشهار للحياة " فالأموات يسلب منهم اللسان فلا يستطيعون الكلام بينا الطفل يولد ليصرخ ويعبر عن قدومه للحياة
- " الكلام مقدم علي الصمت كأدوات للتغيير" " فمن رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان " ولما لا فالقول اصدق من الصمت فمن قال "لا" ليس كمن كتم أنفاسه ولذلك السكوت هو مرادف للرضي بينما الكلام قد يحمل معني الرضا وقد يكون دليلا علي الرفض .
- " الكلام بداية العمل والصمت بداية النوم " نعم فالله يقول في كتابه " وقل1 أعملوا2 " القول أولا ثم العمل وأيضا عند النوم اصمت حتى تنام فلا نري نائم يتكلم وإن تكلم فهذا شيء غير طبيعي وغير مألوف ، هكذا موضع الصمت وأيضا موضع الكلام .
- " تكلم حتى أعرفك " فكلامك هو عنوانك ومدي قدرتك علي الكلام توضح مدي ما تتمتع به من صفات وقدرات شخصية ، ولذلك هي دعوه لتعلم ثقافة الكلام والتي تبدأ بنبذ ثقافة الصمت لأننا حقا نحيا في عالم لا يعترف إلا بالأحياء ويرفض أن يعطي لميت حقه ، فهذه دعوه للحياة ولنعلن أننا نرفض الصمت وأننا ننتقل من عالم الأموات إلي عالم الأحياء ونترك المنزل القديم في الحارة القديمة الي منزل جديد يليق بقدراتنا وتاريخنا ودينا الرافض لكل صور الخمول والضعف
فديننا جاء ليعلن عصرا جديدا قائم علي أن الحرية هي أقصي مبادئه " نحن قوم ابتعثنا الله لنحرر العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد".
وأخيرا فإن دعوتي ليست دعوه للثرثرة أو للغو ولكنها دعوه من أجل أن نتحرك تجاه مصيرنا الذي يتلاعب به القريب والبعيد ونحن لا نحرك ساكنا ،حان الوقت لكي نعلن الرفض وربما يكون كلامنا اليوم غير مؤثر لكنه في الغد سوف يكون مؤثرا لأننا غداً سوف نجيده .
ولعل مأساتنا المتسبب فيها المدعو الصمت تظهر جليه في مصيبتنا في لغتنا والتي لم يعد الكثير منا حتي يرغب في استخدامها وليس إتقانها
،
وأخيرا
تكلم وسدد ما استطعت فإنما
كلامك حي ٌ والسكوت جماد

الثلاثاء، 28 أبريل 2009

أول شذرة

في غمار واقع اليم ملئ بالحزن والمصاعب ، وفي ظل حياة بدايتها اللقاء وسنة الله فيهاأن كتب علي كل شئ الفراق ، ومع أنين الحيارى وتيه السابحين في دنيا عنوانها المادة وبريقها المصلحة وغائبها القيم ،
في ظل هؤلاء والسكن بينهم فلابد من طاقة تحرك وتدفع وتربط علي الكتف من أجل أن نعبر بها إلي شاطئ الأمن إلي راحة الأبد إلي جنة الخلد في مقعد صدق عند مليك مقتدر
" يارب هذه أمنيتي "
*****
قالوا عن تلك الطاقة"أنها"
فضيلة الفضائل ،،، به نعلو بأنفسنا عن العبث والتهريج والابتذال العاطفي ،،، ونحمي عقولنا من الضياع والتبعثر الفكري

*****
تجربة إنسانية معقدة ،،، وهو أخطر وأهم حدث يمر في حياة الإنسان لأنه يمس صميم شخصيته وجوهره ووجوده ،،، فيجعله يشعر وكأنه وُلد من جديد

*****
هو الذي ينقل الإنسان إلى تلك الواحات الضائعة ،، واحات الطهارة والنظارة لكي يستمتع بعذوبة تلك الذكريات الجميلة التائهة في بيداء الروتين اليومي الفظيع كالبحر حين تكون على شاطئه يقذفك بأمواجه بكرم فائق يستدرجك بلونه وصفائه وروعته

*****
وصـــفـــــوها بأنها
ليست ورقة شجراً ساقطة ولا دمعة عابرة ولا أحلام ضائعة ، ليس صورة ملونة ولا رسالة مزخرفة ليس حروفاً مذهبة ولا سطوراً معلقة ،، ولا نغمة راقصة ،، هو إما أبيض أو أسود ..ليس هناك وسطية ولا جدل يختلف عليه اثنان
*****
ليست قسوة تغلف بمرارة ، ولا فضاء ضيق ، ولا سراب مستحيل تحقيقه
بل هو
سماء صافية ، وبحراً هادئ ، وبسمة حانية ،، يزلزل الروح والكيان ويفجر ثورة البركان

إنه الحــــــــــــــــــــــب
وما أجمله إذا كان في الله ولله