الخميس، 25 يونيو 2009

اختزال الزمان والمكان ( الزمكان )


في ظل ما تعايشه العالم وما يتعايشة من حالة من التغير نحو الأسرع ، تلك الحالة التي أوجدتها وخلقتها توافر آليات وأدوات تميزت بالأساس باختراق الحدود والخروج عن المألوف ، فمع الإعلان عن النظام العالمي الجديد والذي استخدمت فيه الثورة التكنولوجية الحديثة حيث المعلومة المتنقلة عبر الفضاء المفتوح وحيث المساحات الشاسعة من التفاعل والغير محكومة بحدود أو مرتبطة بنشاط تقليدي محدد كما كان في السابق ، بحيث نجد الكثيرين يعبرون بالقول بأن هذه مرحلة زوال الدول بحدودها ومكوناتها التقليدية .
وفي ظل هذا التطور فقد تأثرت كثيرا لغة المصطلحات حيث تغير دلالتها وأيضا حدود تلك الدلالات ، ومصطلح كالزمان والمكان هما الأبرز في التأثر بهذا التغير ، فالتعريف التقليدي لكليهما لم يعد كما هو الآن تقليديا الزمن يشير إلي دلالات مساحة الوقت المستغرق بحيث يعبر عنه بمجموعة من الوحدات كالثانية والدقيقة ....الـخ، أما المكان فهو مصطلح يعني بتلك المساحة من الأرض ، إلا أننا وفق المشهد الحالي لم يعد لهذه الدلالات معني الآن أو يمكن القول أنها لا تتعدي الإشارة التقليدية لهذه المصطلحات ، فالزمان أصبح أسرع من أن يقاس بالثانية والدقيقة كما أن القدرة علي اختزال الزمن بحيث ما كان يحدث في أيام أصبح يحدث في ساعات وربما دقائق وذلك دون الانتقال المادي غيرت كثيرا في قدرة التعريف التقليدي للزمن علي التعامل مع هذه الدلالات ، أما المكان فقد تأثر كثيرا بالتطورات التكنولوجية الحادثة فلم يعد المكان يمكن وصفة علي ذلك الحيز المادي القائم من مساحة أرضية محددة بل أصبح هناك المتخيل وهو أيضا مساحة ولكنها افتراضية تشهد تفاعلات لا تقل حدة ولا تأثير عن تلك التفاعلات التي تحدث داخل المكان المادي (الأرض أو الدول) .
أما فيما يتعلق بالعنوان ( الزمكان ) فهو دلالة علي مدي الارتباط بين العنصرين بحيث نجد أن التأثير متبادل فلا يمكن الحديث عن تأثير وتغير في مفهوم المكان إلا ونجد تغير في دلالات الزمان فالمظاهرات التي تخرج تأييدا لقضية أو لشخص معين أو لحادث معين لم تعدد ترتبط بمكان فعلي الرغم من أن الإعلان عن ألأحداث في غزة من احتلال وهجوم عسكري لم يستغرق كثيرا من الوقت إلا أننا وجدنا الجموع المسلمون وغير المسلمين خرجوا في أمريكا وفي بريطانيا ومصر واليمن وقطر والكويت والسودان والبسنه وتركيا .... ، وبالتالي فالزمكان هو مصطلح مختزل بقدر الاختزال الذي يحدث في كلا المفهومين .

الاثنين، 15 يونيو 2009

( الرحيـــــل ) إنــه حقــا مـــؤلـــم


حقا انه مؤلم ألإحساس بألم الفراق وعدم القدرة علي البكاء ، فحينما قرأت الخبر علي شريط الأخبار لم أعرف بماذا اعبر عن ما بداخلي ، أحسست أنني أحتاج البكاء ، ذلك ما حدث عندما قرأت خبر وفاة الداعية والمفكر والعبقري المجدد الدكتور الراحل فتحي يكن (أحسبه علي خير ولا نذكي علي الله أحد) .
في البداية لدي اعتذارين الأول بشأن عدم كتابتي منذ فترة طويلة وهو اعتذار مقدم لنفسي أولا لأنني أعتبرها الوحيدة التي تدخل علي المدونة وتنتظر كتابتي لذلك أقدم اعتذاري لها كما ان هذا الامر كان خارج عن إرادتي نظرا لما أمر به من ظروف صعبة جدا جدا جدا ومؤلمة جداجداجداجدا، أما الثاني فهو لها أيضا وهو اعتذار عن أن الكتابة هذه المرة ستكون ممزوجة بالألم فرغم كوني قد قطعت عهدا أن لا أكتب ما يحزن أو يؤلم إلا أنني ليس أمامي سوي ذلك وربما الألم هذه المرة مفروض علي .
المهم أنني أذكر عندما كنت طالبا في السنة الثالثة من التعليم الجامعي كنت قد حصلت علي المركز الأول علي الدفعة في تخصصي ولذلك قرر رئيس القسم حينها تكريمنا وجاء التكريم بأن أخرج من مكتبته كتبا قديمة كان من الواضح أنه لم يقرأها !! المهم أنه كان ضمن هديتي كتاب (ماذا يعني الانتماء للإسلام للدكتور فتحي يكن ) وكانت هذه هي المرة الاولي ال
تي اسمع فيها عن هذا الرجل ، ولسوء الحظ لم استطيع قرأه الكتاب لسببين الأول هو تحفظي علي الهدية والثاني كان بصراحة بسبب حالة الكتاب التي لم تشجعني علي قرأته ولكني وضعته في مكتبتي وبعد عام وجدتني أرتب كتبي لأجد نفسي دون مقدمات أقرأ في الكتاب ولم أستطيع حينها تركه إلابعد إلحاح من أمي لكي أتناول الغداء .
منذ أن قرأت ذلك الكتاب وجدتني أبحث دائما عن كتب الرجل وأقرأ في سيرته الذاتية وأتابع تقدم الحركة الإسلامية في لبنان وكان لدي شعور أننا في يوم من الأيام سوف نسمع عن تغير كبير في معادلة التيار الإسلامي ليس فقط في لبنان ولكن أيضا في العام كله لأنك عندما ت
قرأ لهذا الرجل فأنك تجد نفسك أمام مفكر وفيلسوف وموسوعة ،تستوعبك فكرته بل تحتويك كلماته حتي تجد نفسك في شعور بأنك أنت من يكتب ولمن أراد فليقرأ ( الإسلام فكرة وحركة وانقلاب ، كيف ندعو إلي الإسلام ) هكذا كانت معرفتي بهذا الرجل وكم تمنيت لقائه ورؤيته، لكن حقا إن الفراق مؤلم فكم نفتقد كل يوم مثل هؤلاء حتى رغم احتياجنا اليهم ، لكن لا نملك إلا أن نقول ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا اليه راجعون )
إلا أنني
لدي سؤال يحيرني ( أليس وفاة مثل هذا الرجل أعظم واكبر من خطاب اوباما ؟ كم صحيفة وكم قناة إعلامية وكم شخص سمع الخطاب وتابع ولكن كم قناة لبت أمنيتي وأهتمت حي بنقل مراسم التشييع أو حتي تناول ملخص لحياة الرجل وإسهاماته )؟!!!!!! .
ولا عجب أن يكون وقت قراءتي لخبر الوفاة هو نفس الوقت الذي كانت تذيع فيه القناة برنامج تحليلي عن خطاب أوباما ولمدة ساعتين ونصف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أقسم أن الرجل يستحق أن نقف له أضعاف ذلك من الوقت لكي نوفي جزءا من مما قدمه
، ولكن عزاؤنا ان الجزاء من جنس العمل ومن عمل لله فجزاءه عند الله وهو كفيله ومن عمل لغيره فليس له إلا شكر غيره.
وفي النهاية فإنني لا أجد ما اقول إلا أنني أسأل الله في عليائه أن إذا كنت حرمت رؤيته في الدنيا إلا يحرمني
رؤيته في الآخرة في جنة الخلد في مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء.اللهم آمين