الاثنين، 15 يونيو 2009

( الرحيـــــل ) إنــه حقــا مـــؤلـــم


حقا انه مؤلم ألإحساس بألم الفراق وعدم القدرة علي البكاء ، فحينما قرأت الخبر علي شريط الأخبار لم أعرف بماذا اعبر عن ما بداخلي ، أحسست أنني أحتاج البكاء ، ذلك ما حدث عندما قرأت خبر وفاة الداعية والمفكر والعبقري المجدد الدكتور الراحل فتحي يكن (أحسبه علي خير ولا نذكي علي الله أحد) .
في البداية لدي اعتذارين الأول بشأن عدم كتابتي منذ فترة طويلة وهو اعتذار مقدم لنفسي أولا لأنني أعتبرها الوحيدة التي تدخل علي المدونة وتنتظر كتابتي لذلك أقدم اعتذاري لها كما ان هذا الامر كان خارج عن إرادتي نظرا لما أمر به من ظروف صعبة جدا جدا جدا ومؤلمة جداجداجداجدا، أما الثاني فهو لها أيضا وهو اعتذار عن أن الكتابة هذه المرة ستكون ممزوجة بالألم فرغم كوني قد قطعت عهدا أن لا أكتب ما يحزن أو يؤلم إلا أنني ليس أمامي سوي ذلك وربما الألم هذه المرة مفروض علي .
المهم أنني أذكر عندما كنت طالبا في السنة الثالثة من التعليم الجامعي كنت قد حصلت علي المركز الأول علي الدفعة في تخصصي ولذلك قرر رئيس القسم حينها تكريمنا وجاء التكريم بأن أخرج من مكتبته كتبا قديمة كان من الواضح أنه لم يقرأها !! المهم أنه كان ضمن هديتي كتاب (ماذا يعني الانتماء للإسلام للدكتور فتحي يكن ) وكانت هذه هي المرة الاولي ال
تي اسمع فيها عن هذا الرجل ، ولسوء الحظ لم استطيع قرأه الكتاب لسببين الأول هو تحفظي علي الهدية والثاني كان بصراحة بسبب حالة الكتاب التي لم تشجعني علي قرأته ولكني وضعته في مكتبتي وبعد عام وجدتني أرتب كتبي لأجد نفسي دون مقدمات أقرأ في الكتاب ولم أستطيع حينها تركه إلابعد إلحاح من أمي لكي أتناول الغداء .
منذ أن قرأت ذلك الكتاب وجدتني أبحث دائما عن كتب الرجل وأقرأ في سيرته الذاتية وأتابع تقدم الحركة الإسلامية في لبنان وكان لدي شعور أننا في يوم من الأيام سوف نسمع عن تغير كبير في معادلة التيار الإسلامي ليس فقط في لبنان ولكن أيضا في العام كله لأنك عندما ت
قرأ لهذا الرجل فأنك تجد نفسك أمام مفكر وفيلسوف وموسوعة ،تستوعبك فكرته بل تحتويك كلماته حتي تجد نفسك في شعور بأنك أنت من يكتب ولمن أراد فليقرأ ( الإسلام فكرة وحركة وانقلاب ، كيف ندعو إلي الإسلام ) هكذا كانت معرفتي بهذا الرجل وكم تمنيت لقائه ورؤيته، لكن حقا إن الفراق مؤلم فكم نفتقد كل يوم مثل هؤلاء حتى رغم احتياجنا اليهم ، لكن لا نملك إلا أن نقول ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا اليه راجعون )
إلا أنني
لدي سؤال يحيرني ( أليس وفاة مثل هذا الرجل أعظم واكبر من خطاب اوباما ؟ كم صحيفة وكم قناة إعلامية وكم شخص سمع الخطاب وتابع ولكن كم قناة لبت أمنيتي وأهتمت حي بنقل مراسم التشييع أو حتي تناول ملخص لحياة الرجل وإسهاماته )؟!!!!!! .
ولا عجب أن يكون وقت قراءتي لخبر الوفاة هو نفس الوقت الذي كانت تذيع فيه القناة برنامج تحليلي عن خطاب أوباما ولمدة ساعتين ونصف !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أقسم أن الرجل يستحق أن نقف له أضعاف ذلك من الوقت لكي نوفي جزءا من مما قدمه
، ولكن عزاؤنا ان الجزاء من جنس العمل ومن عمل لله فجزاءه عند الله وهو كفيله ومن عمل لغيره فليس له إلا شكر غيره.
وفي النهاية فإنني لا أجد ما اقول إلا أنني أسأل الله في عليائه أن إذا كنت حرمت رؤيته في الدنيا إلا يحرمني
رؤيته في الآخرة في جنة الخلد في مقعد صدق مع النبيين والصديقين والشهداء.اللهم آمين

ليست هناك تعليقات: