الأحد، 24 مايو 2009

هكذا أضحت بلادي


كلمه جميلة طعمها مر
طيبة وحنونة للغرباء قاسية مفزعه للأبناء
عظيمة مجيدة التاريخ متخلفة في الحاضر مظلمة المستقبل
كانت أمي والآن لا أتردد عندما أقول أنها اشد قسوة من زوجة أبي
أحبها كثيرا ولكنها تشك في حبي لها
احتاجها أيضا ولكن لا أجد لنفسي مكان فيها
سكني غالي ورغيف عيشي لغيري وحقي مغتصب
السارق فيها شريف والشريف فيها سارق والحلال لم يعد والحرام تربع علي عرش البلد
تتقدم للأمام -هذا قولهم - !!!!ولكني معها أجدني في المؤخرة
شوارعها خانقة وأرضها مكفرة ودموع أبنائها كثيرة
في الطرقات وعلي الرصيف وفي مخابز العيش لا تجد سوي عبارة ( أكل العيش مر )
في الجامعات وفي البيوت وفي الطرقات شباب (عايز حقي ) !!!!!!!!!
عنوسه وبطالة فقر وحرمان ظلم وفساد والسبب أن الشعب لا يعرف مصلحته وهم فقط يعرفون !!!!!
قتل وزني سرقة ومخدرات دعارة وبلطجية عنوان بلادي الجديد
ثقافتنا (حين ميسرة) أدخلتنا في (هي فوضي )ومن يسكن في (عمارة يعقوبيان) لابد أن يننتهي الي (دكان شحاته) ولا عجب فهذي ثقافة الرعاع
لذلك تركتها ورحلت ولكن يدفعني شوقي لها فأجدني وللأسف أخافها!!!!!!!!!
أخافها لانها ( لم تعد كبلادى)
كم عشت أسأل اين وجه بلادي اين النخيل واين دفء الوادي
لا شيء يبدو في السماء أمامنا. . غير الظلام وصورة الجلادِ
هو لايغيب عن العيون كأنه قدر كيوم البعث والميلادِ
أهفو لأرض لا تساوم فرحتي لا تستبيح كرامتي وعنادي
لم يبق من صخب الجياد سوى الأسى تاريخ هذه الأرض بعض جيادِ
في كل ركن من ربوع بلادي تبدو أمامي صورة الجلادِ
لمحوه من زمن يضاجع أرضها حملت سفاحا فاستباح الوادي
أحببتها حتى الثمالة بينما باعت صباها الغض للأوغادِ
لم يبق فيها غير صبح كاذب .وصراخ أرض في لظى استعبادِ
لا تسألوني عن دموع بلادي عن حزنها في لحظة استشهادي
في كل شبر من ثراها صرخة كانت تهرول خلفنا وتنادي
الأفق يصغر والسماء كئيبة خلف الغيوم أرى جبال سوادِ
تتلاطم الأمواج فوق رؤوسنا. والريح تلقي للصخور عتادِ
نامت على الأفق البعيد ملامح وتجمدت بين الصقيع أيادِ
ورفعت كفي قد يراني عابر .فرأيت أمي في ثياب حدادِ
أجسادنا كانت تعانق بعضها كوداع أحباب بلا ميعادِ
البحر لم يرحم براءة عمرنا تتزاحم الاجساد في الاجساد
حتى الشهادة راوغتني لحظة واستيقظت فجرا أضاء فؤادي
هذا قميصى فيه وجه بنيتي ودعاء أمي ، كيس ملح زادي
ردوا إلى أمي القميص فقد رأت .ما لا أرى من غربتي ومرادي
وطن بخيل باعني في غفلة حين اشترته عصابة الإفسادِ
شاهدت من خلف الحدود مواكبا .للجوع تصرخ في حمى الأسيادِ
كانت حشود الموت تمرح حولنا .والعمر يبكي والحنين ينادي
ما بين عمر فر مني هاربا وحكاية يزهو بها أولادي
عن عاشق هجر البلاد وأهلها ومضى وراء المال والأمجادِ
كل الحكاية أنها ضاقت بنا .واستسلمت للص والقواد
في لحظة سكن الوجود تناثرت حولي مرايا الموت والميلادِ
قد كان آخر ما لمحت على المدى والنبض يخبو صورة الجلادِ
قد كان يضحك والعصابة حوله وعلى امتداد النهر يبكي الوادي
فصرخت والكلمات تهرب من فمي .هذه بلاد لم تعد كبلادي
لقرأة القصيدة كاملة ( وهي للشاعر فاروق جويدة ) يمكن الدخول علي الرابط التالي http://montada.arahman.net/t10754.html

الخميس، 7 مايو 2009

الحـــــب عنــــدنـــا مـــأســـاة

عندما أردت أن ابدأ التدوين نصحني احد أصدقائي أن ابدأ المدونة بكلمات رقيقة خفيفة خاصة انه تعايش معي خلال الفترة التي قررت فيا هذا القرار وكم كانت تلك الفترة مؤلمة ولأنه رأي مني كلمات القسوة وتعبيرات الألم فقد قدم لي هذه النصيحة عندما أعلمته الأمر ، وبالفعل أخذت بنصيحته. وقد بدأت المدونة بموضوع عن "الحب " تلك الكلمة التي ما ارقها وما أجملها وما أحوجنا لها ، ورغم هذه الحاجة إليه إلا أن الحب عندنا مأساة . فعندما يدفع الحب إلي أن تهان وتذل فهو مأساة وعندما يدفع الحب إلي أن تفقد من مِن أجلهم قبلت الذل فهي مأساة عندما يجعلنا الحب مجرد مفعول بنا فهو مأساة ، عندما يقتل فينا الحركة ويسرق منا الحياة هو مأساة عندما يكون الحب موجه للذة فانية وعاطفة زائفة وسيطرة البعض علي رقاب البعض فهو ؟؟؟عندما يصبح الحب شماعة للظلم أذا هو ...؟؟؟
أب ينتحر من أجل أنه لا يستطيع أن يلبي رغبات أبنائه هو أحبهم وتمني لو جاء لهم بكل الدنيا ولأنه يحبهم ولأنه كره أن يري في عيونهم الحاجة ولأنه لم يرقي لأن يري الوجه الحقيقي للحب فقتل نفسه فحبه لم يوصله إلا إلي أن يقتل نفسه كأنه هو السبب وليس من يسرق قوته ويهضم حقه ولا عزاء للحب . عندما تري الشاب منا يسير مع الفتاه ويخدش حيائه وهي كذلك وتسأله لما هذا فنقول لأنه الحب !! عندما تسأل ذلك الشاب القوي الفتي لماذا لا تحاول التغيير يقول لك أنا بحب البلد ومش " عايز أخربها" !!!هكذا حبنا حب اشد من وقع الخمر حب جعلنا نحيا واقع الظلم والاستبداد ......و"الضرب علي القفا " -عفوا ولكن هذا هو الواقع"- ونحن ندندن من أجلك يا وطن !!.
واستمرارا لمسلسل الحب عندنا فإننا عندما نسمع "مصر اللي بنحبها " فهذه اغنية وطنية عبر بها مجموعة من المطربين الوطنيين !!!عن حبهم ولكن حبهم جعل أحدهم يهرب من الخدمة العسكرية " ، وآخر كل همه هو سهرة سعيدة حتى الصباح بين الشباب والبنات ولا عزاء لشرفك يا وطن ، وهذه التي جاءت من أقصي البلاد كي تغني وتتغني بحبها لمصر " ولو سألتها أنتي مصرية " تقلك أيه ولو مش مصدق شوف الكيليبات اللي أنا عملاها يلا خلي الشباب يعيش " وآآآآآآآه يا وطن" ،وهكذا حبنا للوطن حب الوطن جعل الرئيس يذهب ليشاهد ويساند الفريق الأول لكرة القدم في نفس اليوم اللي فيه ناس - وطنين برده بس غلابه- متعزبين في الميناء عارفين ليه مستنين بقايا جثث شهداء السلام 98 ، ولا عزاء لحب الوطن .
هكذا الحب عندنا مأساة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"خارج الموضوع "/ مش قوي يعني/
خبر عاجل ( قرر رئيس الكيان الإسرائيلي إصدار قرار يحمل صفة القانون بأن يتم تعيين أبناء العاملين بالوظائف العليا بالكيان ويهدف الرئيس الإسرائيلي من وراء هذا القرار إلي تعيين أبنه خلفا له بعد إجراء انتخابات حفرة نظيلة ) وجاء في ملحق القرار أن مصر وافقت علي تطبيق القانون كتجربة من واقع الدعم اللوجستي الذي تقدمه مصر لحلفائها وذلك كخطوة أولي قبل تطبيقه في اسرائيل.

وتبقي الشخبطة
الحب عندنا مأساة ومأساتنا حب الوطن
أأأأه يا وطن حبك وجع حبك ألم
اأأأه يا وطن رخصنا أصبحنا فيك من غير ثمن
أأأه يا وطن عنوانك القسوة حارة التعب
أأأه يا وطن فيك الشريف ملوش ثمن لكن الحرامي علي عرشك قعد
أأه يا وطن أسود كئيب امتا ينزاح الألم
أأأه يا وطن ... أأأه يا وطن أأأأأأأأأأأأأأأأأأأأه يا وطن

الجمعة، 1 مايو 2009

"من حارة الصمت إلي قصور الكلام " أنت مدعو لتسكن معي "

بناء الثقافة يقوم بالأساس علي إستراتيجية طويلة المدى تحتاج إلي فترات متباعدة تسير هبوطا وصعودا فشلا ونجاحا إلي أن تحقق قوامها وتبدأ بالتشكل وتظهر ملامحها ، ونظرا لأن شعوبنا أخذت قرار منذ زمن بأن يكون الصمت عنوانها حتى تجاه أخطر القضايا التي تمسها ، وهو ما يدفع البعض للإعلان عن موت الجسد العربي في ظل اختياره -" العالم العربي " – لأن يسكن في هذا العنوان وهو " حارة الصمت" ونحن في مجتمعاتنا وللأسف فإن ثقافة الأموات تعلمنا وتربينا عليها ومن الواضح انه لم يعد لدينا الرغبة في تغييرها ، فبالرغم من ما نمر به من أزمات وما نعيشه من واقع أليم لشعوبنا المغلوبة علي أمرها ،فقد عشقنا الصمت كلغة للأموات في عصر لا يعترف إلا بالأحياء ومقارنة بسيطة بين ثقافة الصمت وثقافة الكلام توضح أن الفرق شاسع والاختلاف بيًن بين كليهما لمن كان له قلب .
- "الصمت إعلان للوفاة ، والكلام إشهار للحياة " فالأموات يسلب منهم اللسان فلا يستطيعون الكلام بينا الطفل يولد ليصرخ ويعبر عن قدومه للحياة
- " الكلام مقدم علي الصمت كأدوات للتغيير" " فمن رأي منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان " ولما لا فالقول اصدق من الصمت فمن قال "لا" ليس كمن كتم أنفاسه ولذلك السكوت هو مرادف للرضي بينما الكلام قد يحمل معني الرضا وقد يكون دليلا علي الرفض .
- " الكلام بداية العمل والصمت بداية النوم " نعم فالله يقول في كتابه " وقل1 أعملوا2 " القول أولا ثم العمل وأيضا عند النوم اصمت حتى تنام فلا نري نائم يتكلم وإن تكلم فهذا شيء غير طبيعي وغير مألوف ، هكذا موضع الصمت وأيضا موضع الكلام .
- " تكلم حتى أعرفك " فكلامك هو عنوانك ومدي قدرتك علي الكلام توضح مدي ما تتمتع به من صفات وقدرات شخصية ، ولذلك هي دعوه لتعلم ثقافة الكلام والتي تبدأ بنبذ ثقافة الصمت لأننا حقا نحيا في عالم لا يعترف إلا بالأحياء ويرفض أن يعطي لميت حقه ، فهذه دعوه للحياة ولنعلن أننا نرفض الصمت وأننا ننتقل من عالم الأموات إلي عالم الأحياء ونترك المنزل القديم في الحارة القديمة الي منزل جديد يليق بقدراتنا وتاريخنا ودينا الرافض لكل صور الخمول والضعف
فديننا جاء ليعلن عصرا جديدا قائم علي أن الحرية هي أقصي مبادئه " نحن قوم ابتعثنا الله لنحرر العباد من عبادة العباد إلي عبادة رب العباد".
وأخيرا فإن دعوتي ليست دعوه للثرثرة أو للغو ولكنها دعوه من أجل أن نتحرك تجاه مصيرنا الذي يتلاعب به القريب والبعيد ونحن لا نحرك ساكنا ،حان الوقت لكي نعلن الرفض وربما يكون كلامنا اليوم غير مؤثر لكنه في الغد سوف يكون مؤثرا لأننا غداً سوف نجيده .
ولعل مأساتنا المتسبب فيها المدعو الصمت تظهر جليه في مصيبتنا في لغتنا والتي لم يعد الكثير منا حتي يرغب في استخدامها وليس إتقانها
،
وأخيرا
تكلم وسدد ما استطعت فإنما
كلامك حي ٌ والسكوت جماد