الخميس، 24 نوفمبر 2011

رسالة جاءتني من صديق

انا كنت يوم السبت والاحد كنت اتمنى أن اكون موجود فى القاهرة لانزل المظاهرات وبكنت مؤيد النزول
- لكن يوم الاثنين بعد قراءة شهادات ناس رجعت من التحرير وتحليلات غيرت وجهة نظرى فى النزول
- وامبارح كنت فى التحرير وزادت عندى قناعتى بعدم النزول
فى فكرى ثلاث سناريوهات ولكن قبل ما اقول على الثلاثة اؤكد ان هذا مدبر ومخطط له من قبل ناس كتير (امريكا – اسرائيل – الحزب الوطنى -بذات رجال الاعمال الفاسدين – والمجلس الاعلى للقوات المسلحة- وأمن الدولة ويمكن فى ناس تانى لا نعرفها )
زى ماذكرتى ان فى ضباط او عساكر فى مبنى الجامعة الامريكية وايضا يوم السبت والاحد الامن المركزى والشرطة العسكرية سيطرت على الميدان كذا مرة وبعدها بدقائق تطرق الميدان للثوار ثالثا كل القنوات الإعلامية الحكومية والخاصة تعمل حشد بطريق لم تحدث منقبل اعطاء التصريح للجزيرة مباشر مصر بعد ما كنت موقوفة ومن كذا زواية انه تصور مباشر كل ده اظن له دلالالت
الثلاث سناريوهات
الاول : ان الناس تنزل الميدان نتيجة لرؤية الشهداء وويتم حشد الناس ويتم اعلان النزول الرسمى للاخوان وكل القوى الاسلامية بعدها تحدث حالة فوضى من سرقة محلات وتكسير وحرق مسرح او سينما او ما شابه ذلك ويتم اتهام الاسلاميين انهم يريدون ان يكونوا امارة اسلامية او يصوروهم انهم ارهابيين بيخربوا فى البلد وهذا يؤدى نتيجتين اما دخول حرب اهلية مع الجيش فى الاخر الشعب هينتصر ولكن بعد موت عشرات الالاف من المصريين...... واما القضاء على المصريين الثوار ورميهم فى السجون وقتلهم وهيصورهم للشعب واللعالم انهم ارهابيين اسلاميين وهذه حرب على الارهاب ونحكم بالعسكر 30 او 60 سنة تانى وإن شاء الله هذا لا يحدث .... وهذا ما حدث بالضبط فى الجزائر 1991 اجريت انتخابات هناك وكانت مؤشرات النتائج تتجه للفوز الاسلاميين والجيش عمل فوضى وبعد كده قامت حرب اهلية وحاليا الجيش هو اللى بيحكم الجزائر
السناريو التانى :هو ان تقتنع ان الانسحاب من الميدان هو ممكن يكون حل وننظر للانتخابات على انها فرصة نسحب من الجيش اول سلطة منه هو سلطة قوية مجلس الشعب وبعد ذلك هيكون الشعبمش هيطلب بل هيفعل اللى هو عايزه عن طريق مجلس الشعب اللى هو بيقرر وينفذ وبعديها فى آخر شهر 4 سيتم الاعلان عن الدعوة للرئاسة
السناريو الثالث هو اللى بيحدث الان الناس اقتنعت ان المجلس العسكرى لازم يمشى حالا والاخوان قرروا بعد النزول وعلى ما اعتقد اللى خطط كان متوقع ان الاخوان هتنزل بصفة رسمية ويحدث السناريو الاول ولكن الاخوان برفضهم افشل خطتهم ولسه بفكر السناريو هذا ممكن يودينى فين
نقاط مهمة عاوز اركز عليها
- الوضع حاليا لا يشبه 25 بناير ولا يمكن القياس عليه للاسباب الاتية
1- الشعب كان يكره نظام مبارك لان راى الفساد فى كل شىء وان كان لا يقدر يقول ذلك ولكن كان كاره وهو لم يحدث بالنسبة للمجلس العسكرى انا وانتى وكل الناس اللى شاركت فى الثورة نعلم ان المجلس العسكرى فاسد زى مبارك لا يفرق بل العكس يمكن اكثر من بارك لكن الشعب لم يصله هذا التصور هو متصور الجيش المصرى العظيم اللى انتصر على اسرائيل
2- لم يكن امامنا حل فى 25 يناير الا الاستمرار لان عارفين ان مبارك كاذب وبعد ما نفض اعتصام الثورة كان معظم الناس هتسجن وهتتعاقب وهذا كان شايفه الثوار ان لو تراجعنا وصدقنا مبارك هنسخر اكثر من لو كملنا الثورة والحمد لله ان احنا كملنا وهذا لا يوجد حاليا ان فى مامن من ملاحقة الامن الوطنى او هم بيلعبوا فى الخفاء لكن لا يستطيعوا يمسوا الناس المعتصمة حاليا لو قررت الرجوع وايضا احنا قدامنا طريق الانتخابات بعكس فى 25 يناير كل الطرق مغلقة الا خلع مبارك
3- الثورة كانت مفاجاة لنظام مبارك وحصل ارتباك ساعتها والحمد لله نجحت فى 18 يوم لكن الان ليست مفاجاة بل هم الان بيعملوا الخطط واحنا بنتصرف كرد فعل واحنا كمان الميدان الان غير مؤمن اى حد بيدخل ويخرج من غير ما احد يقله انت بتعمل ايه زى ما قولتى بعكس 25 يناير
4- المبادرة كانت معانا فى ايام 25 يناير واحنا كنت معانا قواعد اللعبة الآن هم اللى ماعهم المبادرة وقواعد العبة وبيمشونا على زى ما هم عاوزين
انا اريد ان اوصل ان قواعد اللعبة اتغيرت واستراتجيتنا لازم تتغير معاها واحنا ممكن نحصل اللى احنا عاوزينه بطريق آخر ليس الاعتصام الاعتصام بيكون آخر حل وهو حاليا فرض علينا مش احنا اللى فرضناه عليهم
اخيرا فى سؤال مهم لو حصلت الانتخابات الشعب وبعد ذلك المجلس العسكرى نقض الواعد بتسليم السلطة
زى ما احنا عارفين انه هو حدد ان الرئيس الجديد سيحلف القسم 1/7 لو هذا لم يحدث يبقى احنا فى هذه الحالة اخذنا بكل الاسباب لعدم سفك دماء المصريين وبانت نوايا المجلس العسكرى ليست امام الثوار بل امام الشعب كله بانه مخادع وكذاب ساعتها هنعمل اعتصام وهتكون معانا شرعية مجلس الشعب اللى انتخبناه وايضا الشعب وساعتها كل الناس اللى هينزل هيودع اهله لانه هيكون هدفه حاجة من الاثنين ياما الحرية او الشهادة انا اول واحد هيعمل كده
معلش انا طولت عليكى ومعلش ايضا هتلاقى غلطات املائية لان بكتب بسرعة
وانا مش بقولك هذا الكلام كله لاقنعك براى بل اوضح بعض الرؤى وانت تدورى على كل الرؤى والحقائق وتاخذى قرارك بنفسك
وربنا يحفظ مصر وشعبها ويتم فيها العدل والحرية والديمقراطية

الخميس، 3 مارس 2011

قيمة الحياة



في حياة كل منا رموز ومعاني ربما تتجسد في بناء أو شكل أو شخص وربما تتمثل في فكرة أو اعتقاد ، بحيث تجد هذا الرمز وما يمثله أخذا بك إلي واحات بعيدة عن عالمك وبيئتك وتجد نفسك مقدرا لكل أفعالهم وما يرمزون إليه وفق انتماء يملأ النفس والفكر وتختلف درجة هذا التأثير بقدر هذا الانتماء .
الحياة مليئة بالرموز والمعاني بعدد من فيها ومن عليها ولا عجب أن يجعل الله في خلقة وبين أجزاء ومفردات كونه سنة من أهم وأعظم السنن وهي سنة الاختلاف ، إلا أننا في النهاية نجد المشترك بيننا خاصة إذا كنا نتحدث عن الرموز (كقيمة ) ، فمثلا قد نختلف على معتقد غاندي كعبادته للحيوان إلا أننا لا يمكن أن نختلف على قيمته في دفاعه عن حرية بلاده وشعبه .
الرمز لا يصنع ولا يتصنع والقيم لا توهب ولا تشتري ، هي بناء يساهم في إيجاده الكثير من الأدوات والآليات والفاعلين يبدأ من الإنسان وينتهي عنده فالأب يربي ابنه على قيمة الاحترام ويظل الابن ملتزما بها إن شعر أنها حقا قيمة وهكذا يكون الأمر في دائرة الرمز والعكس أن شعر الابن أن هذه ليست قيمة كأن تكون مثلا فرض ووازع التنفيذ هو الجبن فسنجده يتخلي عنها مع أول اختبار حقيقي .
في الأسبوع الماضي شهد استدعاء للعديد من الرموز سواء منهم من مات أو من هو لازال على قيد الحياة في تونس كان استدعاء الشابي بكلماته التي تغنى بها المتظاهرون رمزا بارزا وسرعان ما نصبت له لوحه الشرف بين هتافات المرددين في ثورة مصر ، في تونس استدعيت حركة النهضة وعلى
رأسها الشيخ الغنوشي ( شيخ طعين السن قضي حياته في المنفي بعيدا عن أهلة وحياته ليس إلا أنه رفض الظلم ولكنه عرف معني الحياة فاشتراها بسنين بمقاييسنا ضاعت ولكنها ستكون أضعافا له بعد ذلك).
مصر الحبيبة بلادنا التي نهبت ليس ثروتها ولكن قيمتها الآن عادت وعادت معها شرائط متعددة من صور وحكايات لرموز ومعاني تجسدت في أفكار أشخاص عظام دفعوا الكثير كي تصبح حياتهم حياة ، كان استدعاء خالد سعيد كرمز لمن رفض الذل ومات في سبيل ذلك فأصبحت لحظه رفضه هي الحياة فما كان قبلها لا يعرفه احد ، في ميدان التحرير استُدعيت صورة العالم العامل ( عبد الوهاب المسيري ) الذي لطالما ذاق جسده إلام عصي الجلادين وهو يرفض الظلم ، جاءت كلمات الشهيد البطل سيد قطب لتعلن عن الحياة بمعناها (إن كلماتنا تبقي ميتة لا حراك فيها أعراسا من الشموع حتى إذا متنا من أجلها انتفضت حية وعاشت بين الأحياء) .
حينما أثير موضوع المعتقلين أثناء الثورة وعلى رأسهم " المهندس وائل غنيم " تذكرت حينها رموزا لطالما سمعنا عنها وعن تضحياتها تذكرت من قضي عمرا في السجن ( خيرت الشاطر15عاما) (حسن مالك ) (يوسف ندي) ..............والقائمة طويلة ، وقد قلت في نفسي ما لهؤلاء ولما كل هذه التضحيات ولمن ؟ ؟؟؟!!!!! ، ولكني عندما تذكرت معلمهم وملهمهم عرفت أنهم فطنوا لمعني الحياة فاختاروا العيش حتى لا يموتوا ।

لقد عرفت وأيقنت أن الثورة لم تكن ثورة يوم ولا شهر ولا عام هي ثورة بدأت من زمن بعيد توالت عليها العديد من الرموز والمفكرين والعلماء والدعاة وأصحاب القلم والفكر والعلم ضحوا كي يوجدوا هذا الجيل الذي حرر الأرض والعرض في اقل من شهر بالرغم من أن هذا الظلم هو ظلم قرون .
حقا انتم تاج الرؤؤس وانتم الرموز وهذه ثورتكم من مات منكم ومن عاش ولكن أجد أن السلوان الوحيد هو أن المكافأة لن يستطيع احد أن يهبها لكم فقدأذن الله أن يعطيها هو لكم (انه هو نعم المكافئ ونعم الحسيب )

الأربعاء، 16 فبراير 2011

ثورة الغضب قراءة في الأحداث

لم يتوقع أحد أن يحدث ما حدث بداية من ثورة غضب الشعب التونسي مرورا بردة الفعل العربية من الشعوب ومن النظم وصولا إلي الثورة الأكثر صدا وترقبا ( ثورة الشعب المصري ) ، وغياب التوقع ليس فقط على المستوي الداخلي الداخلي بل الداخلي الإقليمي والخارجي الدولي وعلى مختلف المستويات والدوائر .
لقد راهن الجميع ومنذ فترة ليست وجيزة على موت روح الشعوب العربية والإسلامية وكانت مصر خير دلالة ونموذج لدي أغلب المحللين والمختصين ، وذلك نتيجة للحالة العامة التي كانت تحياها هذه الشعوب والتي لم تقتصر فقط على التدهور في المستوي المعيشي "الاقتصادي " بل نتيجة للتدهور الشامل العام على مختلف أوجه الحياة حتى اخلت موازين هذه الشعوب وضاعت عنها البوصلة الموجه وساد الجهل والتخلف وتبعة الذل والهوان واستبد بهم المتكبر الذي يملك والمتسلق الذي لا يملك ।، إلا أن قرأه المشهد الحالي وبعد هذه التحولات والدلالات لابد أن تكون قائمة على أسس وقواعد نستطيع أن نقدم من خلالها تأطيرا نظريا يواكب ويناسب الحدث ومن هنا نقول :-


ثورة الغضب " ثورة من "؟
سؤال كبير جدا بقدر اتساع حجم المشاركين ليس الحجم الكمي ولكن الكيفي فالمتابع للصور التي نقلتها الصحف والمواقع والقنوات يجد أنه لا يوجد أحد في مصر " كيفيا " لم يخرج فالعامل خرج والموظف خرج والداعية والأم والأخت والسياسي والديني والمفكر والكهل والصغير والشباب المسلم والمسيحي " غير تابع للكنيسة " ....... خرج ، وبالتالي فهي ليست ثورة أحد إنها ثورة " أبناء مصر " ، وهو ما يعلل لماذا لم تدعي حتى الآن أي من القوي السياسية أنها قادت هذه الثورة أو حتى أنها عمود أساسي فيها لأن العمود الأساسي هم أبناء مصر ।
ثورة الغضب الدور المفقود :
نعم الكل شارك والكل موجود ولكن هناك غائبين فعلى مستوى التحليل "الكيفي" غاب عن هذه الثورة القيادة والزعامة فرغم أنهم قد يكونوا موجودين إلا أنهم موجودون بلا روح ، فالقوي السياسية والأحزاب وجودهم ليس روح بل ذيول أو توابع فهم ضمن الكل ليس كما يدعي البعض كونهم يريدون أن يظهر كجزء من الشعب بل لأنهم فعلا لا يعتبرون ممثلين عن الشعب خاصة على هذا المستوي القومي "ثورة الشعب " ومن هنا نجد أن القيادة والزعامة هي ميتة وبلا روح على الرغم من أنه وكما أشرنا تمتلئ الساحة بكل طوائف الشعب ، وذلك مع الاحتفاظ بالحق لبعض القوي خاصة جماعة الأخوان المسلمين لأن الدلائل والقرائن والأحداث بينت أن وجودهم قاد هذه الجموع للخروج ورغم عدم بروزهم إلا أن الكثير يعرف مبررات غياب هذه القيادات وتصوري أنها في صالح هذه الثورة .
بل أن فقدان الدور لم يقتصر فقط على الكيف فهناك الكم أيضا فبالأمس القريب وجدنا مظاهرات ونداءات وتحذيرات ومطالبات بالحقوق والتأكيد على ظلم النظام وفساده من قبل المؤسسة الرسمية للإخوة الأقباط ( والتي لا تمثل سوي صورة من التسلق والنفاق السياسي الذي لم يعرفه المصرين بكل فئاتهم وطوائفهم على مر العصور ) ورغم هذه المطالبات القريبة العهد بالثورة إلا أن الكنيسة رفضت أن تثبت صدق نواياها وغاب دورها بل وجدناه تعبر عن كونها تريد الاستكانة ।
ثورة الغضب ميلاد جديد :
ربما لم ينتهي الوضع ولم تحدد الملامح حتى اللحظة لكن نستطيع أن نقول وبكل تأكيد أن الثورة هي إعلان لمولد جديد مولد شعب وجيل وتاريخ ونظام وطريقة وأسلوب فالذين خرجوا منذ ال24 من يناير 2011 في الإعلان عن أنفسهم لم يخرجوا وفقط بل قدموا الشهداء شهيد تلو الشهيد ( نسأل الله أن يتقبلهم وأن يحسبهم كذلك ) ، ولم يكن الأمر أيضا ثورة مركزية بل تنوعت وتعدد أماكنها بتعدد أطيافها وهو مولد جديد يستحق أن يؤطر كحدث سيغير مجري العالم أجمع ( أنني اجزم وقد أصيب أو أخطئ أن الثورة المصرية هي النموذج الحديث والأقوى والأصدق لما قام به الفرنسيون في ثورتهم والتى أرخ لها وأصبحت دلالة لمولد عهد جديد في العالم ) ।
ثورة الغضب سجل يا تاريخ :
نعم سجل أيها التاريخ ليست كلماتي دلالات روحانية أو مشاعر فياضة بالرغم من أن ذلك لا يكون نقصا في مثل هذا الظرف وهذا الوضع إلا أنني أقول أنه لابد أن يسجل التاريخ ويسجل التاريخ ذلك في كتب محفورة على الجدران كما فعل الفراعنة ، ليس فقط لعظم الحدث بل لأننا ابتلينا وللأسف بأقزام يدعون أنهم عمالقة لا حرفة لهم ولا عمل سوي تشويه الحقائق وإضعاف النفوس وإخفاء المعالم فكم من حقائق التاريخ قد أخفيت وكم منها قد زور وكم منها انتقص وكم منها زيد عليه حتى ضاعت ملامحه ، نعم سجل يا تاريخ أنها ثورة الشباب ( شباب الفيس بوك والجامعة الأمريكية والتعليم الغربي والغزو الفكري " ، نعم سجل يا تاريخ أن الظلم ساد وتجبر وملك فليس أدل من أن يكون الظلم قد ملك من كون السارقين " البلطجية " هم حماة النظام وأقوي سلطة في الدولة ولكن لا تغفل يا تاريخ أن المظلومين من أبناء الجوع والفقر والأمية هم من سادوا وأسقطوا الظالم ، سجل يا تاريخ أن الثورة ليست ثورة جوع بل هى ثورة كرامة وشرف وعزة ، سجل يا تاريخ صيحات الجموع ( الله أكبر ) سجل يا تاريخ ( صلاة الشباب عند ميدان التحرير مع كل صلاة رغم الخوف والفزع والكرب) سجل يا تاريخ تشكيل اللجان الشعبية وتشكيل دروع بشرية من أبناء الوطن من الشباب الذي جزء كبير منهم هم مراهقي السن و العمر بالغي العقل والفعل ، سجل يا تاريخ أن الثورة قدمت دماء وأرواح ، سجل يا تاريخ أن الشعب لم يفعل ما رسم له وما توقع له بل أثبت أن الروح لا تموت ( الخير في وفي أمتي إلي يوم الدين ) ।
ثورة الغضب نداء عاجل :-
هذا النداء هو تصور منى أنه نداء لهذه الثورة ، لقد أدت الثورة ما عليها وفعل الشباب ما كان يجب فعله بل أكثر من ذلك قدموا دمائهم وأرواحهم دافعوا عن كرامتهم وثورتهم نقوا ثورتهم من كل شائبة – حتى الآن – إلا أن نداء الثورة الآن يتجه صوب ناحية أخري ناحية المثقفين والعلماء والمفكرين ناحية المخلصين أن يضعوا خارطة طريق تليق بهذه الثورة وبأبناء هذا الشعب وبكرامة هذه الأمة أن يخلقوا للناس مشروع حضاري يلتفوا عليه ويدافعوا عنه ، بذرة لهذا المشروع يتمثل في ضمانة أن نوجد لنا أرض تتزين بالديمقراطية والحرية ، لابد أن نجد أشخاصا وطنيين مخلصين يتم إيضاحهم وتحدديهم حتى لا تفت العزائم ولا يسرق العرق منا أحد وحتى لا ينقلب الأمر إلي الضد ، والأكثر خوفا هو أن نجد واقعا مفروضا علينا فينقلب الأمر ويفت العزم وتضيع الهمم وتذهب الدماء والأرواح سدي .