الاثنين، 5 أكتوبر 2009

كن كهذا الحصان


تمتلئ الحياة كثيرا بالمصاعب والمتاعب والالام بل لا تخلوا من ذلك وانا ميقن ان هذه هي سنة الحياة فلو كانت الدنيا دار متع دائمة لا فيها كدر ولا حزن لما كان للجنة قيمة أو طعم .
وانا مثلي مثل كل البشر نمر بمواقف واوقات عصيبة مؤلمة موجعة تتقاذفنا فيها امواج عاتية منا من تعصف به بلا هوادة فيصاب بمرض أو نوبة قلبية قد تنتهي علي اثرها حياته ومنا من يقف لها شامخا أو مطأطأً حتي تمر بسلام
ورغم ان الحياة ابسط كثيرا من هذا ولا نحتاج منها سوي القليل فكل مودع وكل راحل لا محاله إلا أنها اصبحت دائرة تلف بنا في هذا البحر العميق من التعب والضيق حتي أصبحت الدنيا بكل ما فيها اضيق بما رحبت (إلا من رحم ) .
.
جاءتني رسالة تحمل قصة وجدتها افضل ما قرأت ورغم أنها قصة تحكي عن ذكاء حيوان إلا أن معانيها عظيمة كم اتمني ان اكون بفهم هذا الحصان وتحكي القصة أن
وقع حصان أحد المزارعين في بئر مياه عميقة ولكنها جافة بدأ الحيوان بالصهيل .... واستمر
هكذا عدة ساعات كان المزارع خلالها يبحث الموقف ويفكر كيف يستعيد الحصان؟



ولم يستغرق الأمر طويلاً كي يقنع نفسه بأن الحصان قد أصبح عجوزاً وأن تكلفة استخراجه تقترب من تكلفة شراء حصان آخر ، هذا إلى جانب أن البئر جافة منذ زمن طويل وتحتاج إلى ردمها بأي شكل ، وهكذا نادى المزارع جيرانه وطلب منهم مساعدته في ردم البئر كي يحل مشكلتين في آن واحد،التخلص من البئر الجاف ودفن الحصان وبدأ الجميع بالمعاول والجواريف في جمع الأتربة والنفايات وإلقائها في البئر

في بادئ الأمر، أدرك الحصان حقيقة ما يجري حيث أخذ في الصهيل بصوت عال يملؤه الألم وطلب النجدة
وبعد قليل من الوقت اندهش الجميع لانقطاع صوت الحصان فجأةوبعد عدد قليل من الجواريف، نظر المزارع إلى داخل البئر وقد صعق لمارآه
فقد وجد الحصان مشغولاً بهز ظهره فكلما سقطت عليه الأتربة يرميها بدوره على الأرض ويرتفع هو بمقدار خطوة واحدة لأعلى وهكذا استمر الحال الكل يلقي الأوساخ إلى داخل البئر فتقع على ظهر الحصان فيهز ظهره فتسقط على الأرض حيث يرتفع خطوة بخطوة إلى أعلى وبعد الفترة اللازمة لملء
البئر واقترب الحصان للاعلىو قفز قفزة بسيطة وصل بها إلى خارج البئربسلام.
هذه الصة جاءتني وانا ملئ بالالم والحزن والخوف من الكثير من الاشياء تتقاذفني الافكار عبر موجها المندفع بشدة دون توقف ولكن هذه القصة عبرت بقوة عن معني فهي تلقي بأوجاعها وأثقالها عليك


كلما حاولت أن تنسى همومك فهي لن تنساك وسوف تواصل إلقاء نفسها
وكل مشكلة تواجهك في الحياة هي حفنة تراب يجب أن تنفضهاعن ظهرك حتى تتغلب عليها
وترتفع بذلك خطوة للأعلى .
انفض جانبا وخذ خطوة فوقه
لتجد نفسك يوما على القمة
لاتتوقف ولا تستسلم أبدا
مهما شعرت أن الاخرين يريدون دفنك حيا
اجعل قلبك خالياً من الهموم
اجعل عقلك خالياً من القلق
عش حياتك ببساطة
أكثر من العطاء وتوقع المصاعب
توقع أن تأخذ القليل
توكل على الله واطمئن لعدالته
ولا تنسى: وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ الله كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ {145}

هناك تعليق واحد:

محمود يقول...

قصة رائعة يابوحميد
وفعلا مهما حدث من صعاب وعوائق لا نيأس ولا نتوقف ولا نستسلم
بوسعك أن تفعل ما تريد مادمت تنتفس